منتدى البسمة والامل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


كل ما تحتاجه من اسلاميات و برامج وافلام والعاب ورياضة وثقافة وهوايات
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الجلاء الأول لليهود "بنو قينقاع"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المحبوب




المساهمات : 19
تاريخ التسجيل : 16/09/2008

الجلاء الأول لليهود "بنو قينقاع" Empty
مُساهمةموضوع: الجلاء الأول لليهود "بنو قينقاع"   الجلاء الأول لليهود "بنو قينقاع" Emptyالأربعاء سبتمبر 17, 2008 12:11 am

الجلاء الأول لليهود "بنو قينقاع" 0148

الجلاء الأول لليهود "بنو قينقاع" 9LL9-2e7c87498c


اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

عند مقدم النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة كان من المنتظر أن
يكون اليهود هم أول من يعلن الانضمام لقافلة الإسلام والتأييد دعوة
التوحيد التي جاء بها ، وكان من المتصوّر أيضاً أن يكونوا يداً للمسلمين
ضد الوثنية وأتباعها ، فهم أتباع رسالةٍ سماويةٍ ، وقد قامت لديهم
البراهين وجاءتهم البشارات بمقدم هذا النبي .

ولكن ما حصل هو العكس ، فكان اليهود أول من بادر إلى مقاطعة هذا الدين
الجديد ، وإعلان الانحياز إلى قريشٍ بعواطفهم وألسنتهم ودعاياتهم .

ومنشأ هذا الموقف ، هو الحسد الذي تولّد في قلوبهم تجاه رسول الله – صلى
الله عليه وسلم - ، حيث اصطفاه الله تعالى من أمّةٍ غير أمّتهم ، ومن
مجتمعٍ مغايرٍ لهم ، وكان ظنّهم أن يكون مبعوثاً فيهم ، إضافة إلى حنقهم
وغيظهم على الانتشار السريع لدعوته عليه الصلاة والسلام .

من هنا عاش اليهود في عزلةٍ تامة عن أهل المدينة ، ورفضوا الاندماج في
المجتمع الإسلامي ، ولم يقفوا عند هذا الحد ، بل أطلقوا سيل المؤامرات
والدسائس كمحاولةٍ منهم للقضاء على الدولة المسلمة .

وكانت أوّل الجماعات اليهوديّة إعلاناً لهذه العداوة بني قينقاع الذين
كانوا يسكنون أطراف المدينة ، ولم يتوقّفوا لحظة عن إحداث الشقاق وإثارة
المشكلات بين صفوف المسلمين ، وكانوا مصدر إيحاء وتوجيه للمنافقين ،
وتأييد وتشجيع للمشركين .

وقد حاول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إرجاعهم إلى جادة الحق ،
فجمعهم في سوقهم ونصحهم ، وخوّفهم عاقبة كتمان الحق ، وذكّرهم بمصير قريش
في بدر ، فردّوا عليه بكل سفهٍ وحمق : " يا محمد ، لا يغرّنك من نفسك أنك
قتلت نفراً من قريش كانوا أغمارا – يعنون قلّة خبرتهم في الحروب - لا
يعرفون القتال ، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس وأنك لم تلق مثلنا "
فأنزل الله عز وجل في ذلك قوله : { قل
للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد ، قد كان لكم آية في
فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين
والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار
} آل عمران : 12 – 13 ) ، رواه أبو داود .

وجاء الموقف الذي يؤكّد الضغينة والحقد الذي يحملوه اليهود ، باستطالتهم
على أعراض المسلمين ، فقد ذكر ابن كثير وابن هشام أن امرأة من العرب جلست
إلى صائغ في سوق بني قينقاع ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها ، فأبت ،
فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها ، فعقده إلى ظهرها ، فلما قامت انكشفت سوأتها ،
فضحكوا عليها ، فصاحت ، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله وكان
يهودياً فشدت اليهود على المسلم فقتلوه.

وأمام هذه التجاوزات الخطيرة ، لم يكن هناك مفرٌّ من حملة تأديبية تمنع من
مثل هذه الممارسات مستقبلاً ، فألغى النبي – صلى الله عليه وسلم – العهد
الذي بينه وبين يهود بني قينقاع ، ثم أمر المسلمين بالاستعداد لمواجهة
اليهود .

وانطلق الجيش في منتصف شهر شوّال من السنة الثانية للهجرة متوجّهاً إلى
حصون بني قينقاع ، وعند الوصول ضرب عليهم النبي – صلى الله عليه وسلم –
حصاراً محكماً قطع عنهم كل الإمدادات ، واستمرّ ذلك الحصار خمسة عشر يوماً
، حتى أعلن اليهود استسلامهم ونزولهم على حكم النبي – صلى الله عليه وسلم
- .

وهنا لعبت العلاقات اليهودية مع المنافقين دورها ، فقد قام زعيم المنافقين
عبدالله بن أبي بن سلول بمحاولة تخليصهم من خلال شفاعته عند النبي - صلى
الله عليه وسلم – ، فقد ذهب إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال :" يا
محمد ، أحسن في مواليَّ - وكانوا حلفاء الخزرج قبل الهجرة – " ، فأبطأ
عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " يا محمد ، أحسن في
موالي ، فأعرض عنه ، فأدخل يده في ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
وجذبه بقوّة ، فغضب عليه الصلاة والسلام حتى احمرّ وجهه وقال : ( أرسلني
) ، فقال له : " لا والله لا أرسلك حتى تحسن في مواليّ ، قد منعوني من
الأحمر والأسود ، تحصدهم في غداة واحدة ؟ إني امرؤ أخشى الدوائر " فقال له
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( هم لك ) ، رواه ابن إسحاق .

وفي المقابل يبرز الموقف الإيماني للصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي
الله عنه والذي كان حليفاً آخر ليهود بني قينقاع ، فقد أعلن براءته من
حلفائه بكل وضوح قائلاً : " يا رسول الله ، أبرأ إلى الله وإلى رسوله من
حلفهم ، وأتولّى الله ورسوله والمؤمنين ، وأبرأ من حلف الكفار وولايتهم "
رواه ابن إسحاق ، وقد سجّل القرآن الكريم المفارقة بين الموقفين بقوله
تعالى : { يا
أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن
يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين * فترى الذين في
قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي
بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين
} (المائدة : 51 - 52 ) .

وصدر الحكم بإخراج يهود بني قينقاع من المدينة ، وغنم المسلمون ما لديهم
من الأموال ، وتوجّه القوم إلى منطقة يقال لها " أذرعات الشام " ، ولم
يمضِ وقت طويل حتى هلك أكثرهم هناك ، وكان عددهم سبعمائة رجل .

وهذا الحكم الذي صدر من النبي – صلى الله عليه وسلم – كان لأجل ما بدر
منهم من صدٍّ عن هذا الدين ورفضٍ له ، فالوثيقة التي عقدها النبي – صلى
الله عليه وسلم – مع سكّان المدينة كانت تكفل لهم حرية البقاء والعيش فيها
، ولكن محاولاتهم المتكرّرة لإخلال الأمن وإشعال الاضطرابات في المجتمع
المدني كان السبب الرئيسي في إجلائهم ، حتى يعود كيدهم في نحورهم ، ويزول
الخطر من وجودهم .




flower flower flower
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الجلاء الأول لليهود "بنو قينقاع"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البسمة والامل :: المنتدى الاسلامى :: قسم التاريخ الاسلامى-
انتقل الى: